قصه رد مقنع من (كتاب 55 مشكلة حب) للكاتب الصحفى مصطفى محمود
استكمالا للمجموعه القصصيه من كتاب ( 55 مشكله حب ) للكاتب والمفكر مصطفى محمود سوف نستعرض هنا قصه جديده تحت عنوان “رد مقنع”
هى مدرسه ..وانا مدرس ..تبادلنا حبا عميقا جارفا.وتعاهدنا على الزواج وبدأنا نحلم بعشنا السعيد ونفكر فى ميزانية عامنا الاول ..هى تتقاضى 45 جنيها وانا 45 اى ايرادنا تسعون جنيها فى الشهر ندبر بها بيتا انيقا وننفق منها على طفل وبد
انا نكتب احلامنا ..ارقاما على الورق …نفقات الاكل والشرب والثياب والمواصلات والخادم والبواب والسينما والمصيف ..وتبخرت الجنيهات التسعون ومازلنا نكتب ونكتب وكان من الواضح ان احلامنا اكثر من ايرادنا واننا افقر من ان نبنى العش الانيق الذى رسمناه فى اذهاننا وبدانا نفكر قلت لها …سوف اسافر الى السعودية واقضى عاما فى جدة اعود بعده وقد وفرت مبلغا كبيرا فنتزوج ونبدأ حياتنا ووافقت بعد تردد وهى تضغط على يدى فى امتنان وتبادلنا قبلة طويلة وذهبت الى السعودية وبدأت احترق وحدى لا من نار جده ولكن من نار فراقها وبدأت ارسل لها خطابات طويلة واقول لها انى اكتشفت ان الحياة ليست ميزانية ولا ارقاما وان الفراق بين التسعين والالف ليس هو الشئ الذى يسعد وانما الشئ الذى يسعد هو قلبان متحابان يعطف كل منهما على الاخر …واننا نستطيع ان نعيش سعداء بجنيهاتنا التسعين وكانت ترسل لى قائله انها اكتشفت هذه الحقيقة هى الاخرى وانها غيرت رأيها وكانت خطابتنا تفيض حنانا ورقة …وحينما عدت كنت اريد ان اراها وقد تغيرت الى امراه جديدة تنظر الى الحب كما انظر اليه …على انه مرتب اضافى وكسب اغلى من الدهب وقد وجدت انها قد اقتنعت …..اقتنعت جدا واخذت بهذا الرأى الوجيه ….فتزوجت من زميلى المدرس الذى يتقاضى 35 جنيها فقط …لقد نجحت كمدرس …وفشلت كحبيب ..ابك من اجلى .
ماذا كان رد الكاتب على صاحب المشكله؟
هناك فئة من الناس تتقن فن الشرح ولكنها لا تتقن فن الشعور وهؤلاء خلقوا مدرسين بالفطرة وانت من هؤلاء لقد استطعت ان تعطل كل احساساتها وتمسك لها بالورقة والقلم وتشطب على ايرادها وايرادك وعلى العش الانيق الذى بتتمنياه فى احلامكما وقلت نحن فى حاجة الى مزيد من الجنيهات فكنت مقنعا لدرجة انها اطلقتك من يدها وهى تحبك لتغيب فى حر السعودية ….تجمع لها رحيق الذهب من الحقول ….وحينما قضيت سنة تحت شمس جدة …وافقت على حقيقة جديدة…. كنت غاية فى الاقناع فى تقديم هذه الحقيقة وشرحها وبلغ من نجاحك انها عملت بوصيتك بحذافيرها قبل ان تغلق الخطاب …فتزوجت من زميلك الفقير الذى لا يتقاضى سوى ال35 جنيها ..لقد كنت فنانا فى تحريك عقلها ..ولكنك لم تحرك قلبها قط ….وانها لم تحبك بالقدر الكافى فى يوم من الايام …..لقد كانت تحترمك فقط…..وتستمع اليك كالتلميذه النجيية …ان الحب لا يحركه مهندس يمسك بالمسطرة والبرجل ويرصد الارقام فى ورقة …..ولكن يحركه مشاعر رفيق مجنون يلعب على القلب………النساء -حتى المدرسات منهن _ يعشقن الشعراء والمجانين.
رأئ الشخصى فى صاحب المشكلة المطروحه فى القصه:
احسنت قولا كاتبنا الجليل فى ردك على صاحب المشكلة حيث من الواضح ان هذه السيدة لم تحبه لو كانت بالفعل تكن له الحب لما كانت تقدر على فراقه …
لما كانت توافق على غيابه وسفره مده طويله للحصول على المال والدليل على ذلك انها تزوجت الافقر منه عندما قابلت من شعرت معه بالحب الحقيقى بدون ان يحسبوا ايرداتهم او نفاقتهم بالورقة والقلم كما فعل صاحب المشكله معها ……..كان لابد ان يعلم جيدا ان العمر ما هو الا لحظات وما يمضى منه لا يعود ابدا و ان فشل فى اقتناص السعاده الان لم يقتنصه حتى لو جمع الكثير من الاموال كما ظن ……كان من الممكن ان يبدأ سلم الحياة سويا من اوله ولكنه بالاسف كسب الجنيهات و خسر الحب .